لفت نظري علي وسائل التواصل الإجتماعي خلال الأيام السابقة ما يشبه الندم والبكاء والعويل من شباب في عمر الزهور ي

يوم,الصناعة,الاستثمار,مبادرة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
حسام فوزي جبر يكتب: ما فاتك لم يكن لك

حسام فوزي جبر يكتب: ما فاتك لم يكن لك

 

لفت نظري علي وسائل التواصل الإجتماعي خلال الأيام السابقة ما يشبه الندم والبكاء والعويل من شباب في عمر الزهور يتندمون لضياع بعض الفرص منهم ومنها ضياع حلم الحصول علي كلية كان يتمنها بسبب مجموع الثانوية العامة، ما دفعني لأقول أنه لا يوجد فرص ضائعة ما ما فاتك لم يكن أبدًا لك، وعندما نتحدث عن الفرص الضائعة وما فاتنا في الحياة قد يكون لدينا ميل للشعور بالندم أو الحزن على فرص لم تتح لنا الفرصة للاستفادة منها ومع ذلك يمكننا أن نقلب هذا النظرة ونعتبر أن كل ما فاتنا ليس لنا بالفعل أري أنه في الواقع لا توجد فرصة ضائعة حقيقية في الحياة كل تجربة وكل فرصة تأتي في حياتنا تحمل معها دروسًا وفرصًا جديدة للتعلم والنمو حتى إذا فاتت فرصة محددة فإننا لا نفقد شيئًا حقيقيًا بل نكتسب تجربة قيمة نعم قد يكون لدينا أحيانًا توقعات وخطط محددة للمستقبل وعندما لا تتحقق هذه التوقعات، قد نشعر بأننا فقدنا فرصًا ولكن في الواقع يمكن أن تفتح لنا هذه الظروف الجديدة أبوابًا أخرى لفرص أفضل وأكثر توافقًا مع مساراتنا الشخصية والمهنية والحياتية، قد يكون من الصعب في بعض الأحيان تغيير تفكيرنا حيال الفرص الضائعة وما فاتنا ولكن يمكننا أن نبدأ بتغيير نظرتنا تجاهها بدلاً من التركيز على ما فاتنا يمكننا تركيز اهتمامنا على المستقبل والفرص التي يمكن أن تأتي يمكننا أن نعطي أنفسنا الفرصة للتعلم من الماضي وتحسين أنفسنا والنمو كأشخاص يمكننا أن نتذكر أن الحياة مليئة بالفرص المتجددة لا يوجد شيء يحد ويقلل من قدرتنا على النجاح والتحقيق إلا نحن فقط فقد يكون هناك تحديات وعقبات في الطريق ولكن هذه العقبات ليست نهاية الطريق بالإستعانة بالله ثم التصميم والإصرار والمثابرة يمكننا الوصول إلى أهدافنا وتحقيق أحلامنا.

علينا أن نعمل علي النمو الشخصي والمهني فعندما نعتبر أن ما فاتنا ليس لنا نمنح أنفسنا الفرصة للتركيز على النمو الشخصي والمهني يمكننا تحسين مهاراتنا واكتساب خبرات جديدة من خلال التعلم والتطوير المستمر وقد يكون ما فاتنا فرصة للحصول على وظيفة معينة ولكن يمكننا توجيه جهودنا نحو تطوير مهاراتنا وزيادة فرصنا في المستقبل والحصول علي وظيفة أفضل وأميز، متسلحين بالثقة في الله ثن انفسنا وأن الله دائمًا يختار لنا الأفضل بدلاً من الانغماس في الندم والحزن على الفرص الضائعة يمكننا تغيير نظرتنا وتعزيز ثقتنا وتفاؤلنا بالمستقبل عندما نؤمن بأن الحياة مليئة بالفرص المتجددة فإننا نتحسن في التعامل مع التحديات ونكون أكثر استعدادًا لاستغلال الفرص الجديدة التي تأتي في طريقنا، مع الاستفادة من الخبرات السابقة فيمكننا استخدام ما تعلمناه من الفرص السابقة وتجاربنا لصقل استراتيجياتنا المستقبلية واتخاذ قرارات أفضل علي أن نجعل الفشل والتحديات التي واجهناها في الماضي دروسًا قيمة للنجاح المستقبلي إذا استخدمنا هذه الخبرات بشكل إيجابي ستساعدنا على تجنب الأخطاء المماثلة وتحقيق نتائج أفضل في المستقبل وبذلك نفتح أنفسنا لاستقبال فرص جديدة وغير متوقعة قد تأتي لنا فرصة أفضل وأكثر توافقًا مع رغباتنا وأهدافنا الحالية قد يكون ما فاتنا كان مجرد خطوة في الاتجاه الصحيح لاكتشاف الفرص المثلى في المستقبل، عليناأن نتذكر أن الحياة مليئة بالتغير والتطور وأن فرصًا جديدة قد تنتظرنا في كل يوم. لذا دعونا نستغل الفرص المتاحة لنا الآن ونتعلم من الماضي ونتطلع إلى المستقبل بثقة وتفاؤل.

دعوتي لكل الشباب والكبار علي حد السواء أن لا نتسمر في الندم على الفرص الضائعة وما فاتنا وبدلاً من ذلك نستفد من التجارب والفرص المتاحة لنا الآن ولنتطلع إلى المستقبل بتفاؤل وثقة ونتذكر دائمًا أنه لا توجد فرصة ضائعة حقيقية فالحياة مليئة بالفرص المتجددة وما فاتنا ليس لنا بالفعل دعونا نستغل كل يوم كفرصة جديدة للتطور والنجاح ونعيش حياتنا بلا ندم على ما مضى.

ففي تصوري بالفعل انه لا يوجد شيء اسمه فرص ضائعة وأن فرص الإنسان هي التي اغتنمتها وأما تلك التي فاتته ما كانت مقدرة له من الأساس وهنا نستشهد بقول النبي "ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك"  أقول نعم مثل هذا القول حق ويقوّي الإنسان في عدم الاسترسال في النّدم المفرط والأسى على ما فات وما يعضّده قول الله تبارك وتعالى "ولا تأسوا على ما فاتكم"  نعم نحن نفوس بشرية يعترينا الضعف ولا محالة سنشعر بالأسى والندم فيأتي كلام الله ورسوله الكريم ليضبط لدينا الأمر من دون إفراط ولا تفريط إذن ليس هناك فرص ضائعة في حياة الإنسان ولكن علينا أن نكوت أكثر حرصاً ويقظة في اغتنام الفرص وطلبها وأيضا ليجعل من الندم تذكرة وتعلم من التجارب السابقة ولا نستسلم له أبدًا بل ننتظر ونسعي إلي الفرص المنتظرة فهي الفرص التي ينشغل الشخص بها أملًا وطلبًا تفكيرًا وعملًا في الحاضر ويكون جاهزًا لها في المستقبل وليس التي يحلم بها وينتظرها من دون جهد ولنتذكر أن الحاضر هو أهم زمن في صناعة الفرص المستقبلية ففيه يتم رفع الكفاءة والجاهزية وكسب المهارات المختلفة متسلحين بالأمل في الله والإعتماد عليه كل ذلك لغايات أبعد من الحاضر واللحظة ولما هو عليه الآن من حال ولاتقف مكتوف الأيدي لأن الأهم علي الإطلاق هو ذاتك التي ترافقك طوال العمر والاستثمار فيها بالتعلم المستمر وتطوير الذات هو أهم الفرص في الحياة كلها وأساس صناعة الفرص هو الاستثمار في الذات وذلك من خلال تنمية المهارات وزيادة الخبرات عن طريق الدراسة الأكاديمية والعملية ومن ثم التطوع من دون أجر أو عمل مبادرة صغيرة أو تأسيس مشروع صغير كل ذلك لكسب الخبرة وتوسيع دائرة العلاقات وقبل كل ذلك التأكد من موافقة ما تعمل به لميولك وقدراتك وموهبتك حينها ستجد وبشكل تلقائي زيادة في حجم الفرص من حولك بل ستجد أن الفرص هي التي تبحث عنك فالفرص حولنا في الحياة تزيد وتتجدد مع كل طَرْقٍ وسعي وبذل ومع كل عطاء وتطوير وتقل وتتبدد كلما انكمشنا على أنفسنا وإنتظرنا دون حراك.

دعوني أؤكد أن فرص الحياة كثيرة بعدد الأيام والساعات بل اللحظات ولكنها تزداد كلما اجتهدنا وتقل كلما توقفنا والزمن الحاضر هو الأثمن في صناعة الفرص المستقبلية فلا يقلقنا مستقبل ولا يحزننا ماضِ فالحاضر هو السبيل للخروج من عقدة انتظار الفرص إلى صناعتها والاستثمار في الذات هو أساس هذه الصناعة التي تجعل الخيارات أمامنا متاحة ومتعددة ومع كل ما سبق وسبقني الكثيرين في الحديث عن الفرصة تبقي أهم الفرص بل وأم الفرص هي الحياة نفسها ووجودنا في هذه الدنيا فهي منحة ربانية لمرة واحدة لا رجوع إليها بعد مغادرتها ولا يمكن أن تتكرر لذلك فإستغلال وجودنا في الدنيا بتقوي الله ومراعاته والسعي نحو حياتها في أجمل وأبهي ما يكون هو خيارك الأوحد نحو كل الفرص لذلك تذكر دائمًا لا توجد فرصة ضائعة كل ما فاتك لم يكن لك.